الدرس الكروي الذي لقنه نادي برشلونة لغريمه التقليدي نادي ريال مدريد عندما قهره على ملعب كامب نو بخماسية نظيفة ضمن الجولة الثالثة عشرة من الدوري الاسباني, هو ليس مجرد صفعة مؤلمة للمدرب البرتغالي مورينيو فحسب , وإنما صعقة كهربائية قاتلة لرئيس النادي الملكي فلورونتينو بيريز وأمثاله من الرؤساء الذين لوثوا الساحرة المستديرة بالأموال والصفقات الخيالية.
السقوط الحر للنادي الملكي بموقعة كامب نو ,هو انتصار لكرة القدم وللجماهير التواقة للعب الجميل و الإبداع الكروي والأهداف الساحرة التي صنعها أبطال كاتالونيا على مرأى عشاق اللعبة الأكثر شعبية في العالم...السقوط المدريدي هو شهادة حية على انتصار روح كرة القدم الفعلية على النجومية والشهرة والمال, وبالتالي تأكيد فشل السياسة التي اتبعها
نادي القرن في أوروبا منذ عدة سنوات والغائب على مدار ثلاثة مواسم من الفوز بأي لقب محلي أو أوروبي هو ذاته النادي الذي اعتاد على البطولات والكؤوس مند تأسيسه.
الفوز الكاتالوني الكاسح أعاد أحلام عشاق المرينغى إلى نقطة الصفر ,وأكد لهم في نفس الوقت أن الأموال والنجوم لا تصنع الأندية القوية ولا تقود إلى الألقاب مثلما كان يعتقد رئيس ريال مدريد فلورونتينو بيريز.
التعاقد مع أشهر اللاعبين في العالم وأعظم المدربين لا يعني إطلاقا بأنك تملك فريقا قويا أو انك ستعتلي منصة التتويجات في نهاية الموسم, فشتان بين سياسة برشلونة وسياسة مدريد, وشتان بين واقعية غوارديولا وغرور مورينيو.
مادا عسى فلورونتنيو بيريز أن يقول بعد هذه الاهانة , و أي صفقات خيالية سيبرمها في الميركاتو الشتوي المقبل , فلا أمل له أمام السحر الكروي الكتالوني , إلا في حالة واحدة وهي تسريح النجوم الذين راهن عليهم قبل بداية الدوري من أمثال رونالدو , دي ماريا , بن زيما..إضافة إلى المدرب مورينيو , و شراء أبرز لاعبي برشلونة ومدربهم غوارديولا وضمهم إلى صفوف القلعة البيضاء.
الصدمة العنيفة التي تلقاها أنصار ومحبي ريال مدريد بعد خماسية العار ستبقى راسخة في ذاكرة النادي الملكي, ولن يشفى غليل المدريديين ما لم يثأر رفقاء كاسياس من هزيمة 29 نوفمبر بالكامب نو, لأن المدريدي لن يرضى سوى بالثأر ورد الاعتبار حتى لو كان ذلك على حساب لقب الدوري الاسباني, وليذهب لقب –الليغا- إلى الجحيم ما لم تثأر كتيبة مورينيو من كتيبة غوارديولا في لقاء الإياب بملعب سانتياغو برنابيو